القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
62157 مشاهدة
ضرورة الاستدلال بكلام الله وكلام الرسول

...............................................................................


هكذا يقول: أقول: قال الله يعني: أستدل بكلام الله، وأستدل بكلام المصطفى الذي هو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأقتصر على الاستدلال بهما، وأقدم كلام الله على كلام غيره، وإذا جاءنا النص من القرآن، أو من السنة الصحيحة، فعلى الرأس والعين، نقدم كلام الله على كل أحد، ولا يمكن أن نقدم عليه قول أحد كائنا من كان. لا شك أن هذا هو قول أهل السنة الذين اعترفوا بأنهم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن دليلهم أقوى دليل. الدليل الذي يستدلون به على معتقدهم هو مستند إلى آيات صريحة واضحة الدلالة، وإلى أحاديث صحيحة واضحة الدلالة فيقول: إذا استدل فإنه يقول: قال الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم، فمن كان دليله كلام الله تعالى؛ فإنه أَهْلٌ أن يُقبل قوله، وأَهْلٌ أن تكون حجته حجة قوية. وأما من يختار قولا غير قول الله، وقول نبيه -صلى الله عليه وسلم- فإنه بلا شك يُعتبر متأولا، أو يعتبر قوله بعيدًا عن الصواب، فإذا جاءك القول عن الله، وعن رسوله المصطفى فاقبله كائنا من كان. يقول بعض الشعراء:
العلـم قـال الله قـال رسولـه
قـال الصحابـة ليـس خلف فيـه
العلم الصحيح: قال الله، قال رسوله، قال الصحابة ليس خلف فيه.